Saturday, October 20, 2012

نحو تعايش بين الملكية والإسلاميين في المغرب


مكن الفوز الكبير للإسلاميين في انتخابات 25 نوفمبر 2011 من امتصاص الاحتقان الشعبي الذي كانت تعبر عنه حركة 20 فبراير. غير أن هذا الفوز يمهد لمرحلة سياسية جديدة شعارها التعايش بين القصر والحكومة الإسلامية التي يترأسها عبدالإله بنكيران.

أتت إنتخابات 25 نوفمبر في سياق عام من الإصلاحات السياسية الرامية إلى الحد من وقع "الربيع العربي" وتجاوز موجة الاحتجاجات التي عرفها المغرب منذ فبراير2011 . أولى خطوات هذا المسار الإصلاحي كانت تبني دستور جديد في يوليو2011 والذي منح صلاحيات واسعة للحكومة وللبرلمان ووضع الجهاز التنفيذي للدولة تحت سلطة رئيس الحكومة. هذا المعطى السياسي والمؤسساتي الجديد، أضفى على الانتخابات التشريعية المبكرة طابعا مختلفا عن الانتخابات التي عرفها المغرب، حيث أجج من حماسة وتنافسية الأحزاب السياسية التي دخلت السباق.

حقق حزب العدالة والتنمية فوزا كاسحا في الانتخابات نظرا لتنظيمه الجيد وتوفره على خط إيديولوجي واضح ومتميز عن بقية الأحزاب السياسية الأخرى، الشيء الذي جعل منه القوة السياسية الأولى في المغرب. هذا الوضع السياسي الجديد هو فريد وغير مسبوق حيث أن الحكومة أضحت في يد الإسلاميين الذين يجربون حاليا نوعا من "التعايش" مع الملك. ما ستسفر عنه هاته التجربة سيكون له أثر كبير على التوزيع الحقيقي للسلطات بين القصر ورئيس الحكومة، وأيضا على مستقبل حزب العدالة والتنمية.

No comments :

اضافة تعليق

الرجاءالتعليق باللغة العربية الفصحى

page

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مدونة القانون المغربي
تصميم : يعقوب رضا