Sunday, November 11, 2012

ثلاثة سيناريوهات للتنمية الإقتصادية والإجتماعية حسب المندوبية السامية للتخطيط


تفيد دراسة حول «النمو والتنمية البشرية: عناصر من أجل تخطيط استراتيجي لــ 2015-2007»، قدمت خلال ورشة عمل نظمتها المندوبية السامية للتخطيط، فإنه بالنظر إلى حجم التحديات التي يواجهها المغرب، وبناءا على تحليل آفاق التنمية الاقتصادية على المدى المتوسط، فقد تم تصور ثلاثة سيناريوهات لاستراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
    فبخصوص السيناريو الأول المتعلق بـ «الإقلاع والانفتاح المتحكم فيه والمرتكز على الإصلاحات الاقتصادية، موازاة مع تحسن المستوى المعيشي للسكان، فقد أوضحت الدراسة، أنه يشكل الطريق الأنجع نحو تنمية بشرية مستدامة، وتحقيق إقلاع اقتصادي وبناء مجتمع متضامن وحداثي ومنفتح على العالم. ويأخذ هذا السيناريو بعين الاعتبار توزيعا جديدا للمسؤوليات بين الفاعلين التنمويين، يسمح بتحمل متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة في مجالات التربية والصحة وشبكات التأمين الاجتماعي. وبحسب هذا السيناريو فسيبلغ النمو الاقتصادي حوالي 5,5 في المائة كمتوسط سنوي مع تسارع في نهاية الفترة التي تهمها الدراسة (3,6 في المائة كمعدل خلال الفترة 2015-2011)، وسيتم دعم هذا النمو باستثمار يقدر معدله بـ 31 في المائة سنويا، كما ستعرف الأنشطة الفلاحية وتيرة نمو ستقارب 6 في المائة سنويا (6,6 في المائة خلال الفترة2015-2011). ووفقا لهذا الخيار سينتقل القطاع الفلاحي إلى نظام زراعي تعددي يأخذ بعين الاعتبار مختلف الأبعاد الاقتصادية والمجتمعية والبيئية، وسيعرف إنتاجه ارتفاعا ملموسا يفوق 4 في المائة.
    أما فيما يتعلق بالسيناريو الثاني المتمثل في أولوية النجاعة الاقتصادية: فقد أشارت الدراسة إلى أنه يعتمد على فرضية التطبيق السريع لمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الكبرى ذات الطابع الليبرالي، التي تهدف إلى تحقيق اندماج كبير في الاقتصاد العالمي، غير أن إعطاء الأولوية للنجاعة الاقتصادية لن يتأتى إلا على حساب التنمية البشرية التي تستوجب مجهودات كبيرة للتقليص من العجز المتراكم في هذا الميدان. ووفقا لهذا الخيار سيستفيد القطاع الفلاحي من القطاعات ذات التنافسية العالية، إذ سيسجل نموا بنسبة 4 في المائة كمتوسطسنوي خلال هذه الفترة في حين ستبقى الأنشطة الأخرى خارج مدار التنمية، وسيبلغ معدل الاستثمار 13,2 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي كمتوسط سنوي، وسيحقق النمو الاقتصادي نسبة تناهز 4,6 في المائة ستصاحبها ضغوطات في سوق الشغل.
    وفي إطار السيناريو الثالث المتعلق بالانكماش، غير المستبعد وروده، فقد أشارت الدراسة إلى أنه من المحتمل أن تعرف الدينامية الحالية المندرجة في مسلسل الإقلاع تباطؤا في المستقبل إن لم تدعم بإصلاحات اقتصادية ناجعة ومتجانسة. وبحسب هذا السيناريو فإن النمو الاقتصادي سيظل محدودا في 4 في المائة بسبب التباطؤ المتوقع عند نهاية الفترة 2015-2007، كما أن ضعف تنافسية عدد من القطاعات الاقتصادية سيزيد من تفاقم العجز الخارجي الذي سيصل إلى 5,4 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي خلال هذه الفترة. ويندرج إعداد هذه الدراسة في إطار أشغال التفكير المستقبلي «مغرب 2030»التي تقوم بها المندوبية السامية للتخطيط منذ سنة 2004.

No comments :

اضافة تعليق

الرجاءالتعليق باللغة العربية الفصحى

page

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مدونة القانون المغربي
تصميم : يعقوب رضا