Thursday, January 31, 2013

إصدار عدد مزدوج من مجلة المحاكم المغربية


أصدرت هيأة المحامين بالبيضاء، عددا مزدوجا، من مجلة المحاكم المغربية التي تصدر كل شهرين. وتضمنت المجلة داخل دفتي غلافها الأنيق، العديد من المقالات والدراسات، مثل تفويت الحق في الكراء التجاري من خلال قضاء محكمة النقض، والوصية الواجبة علما وعملا وفي تزاحمها مع باقي الوصايا، وإبرام العقد بشكل قانوني، والمسار المهني للقضاه بالمغرب وحدود مبدأ استقلال القضاء، إضافة إلى «صعوبات تنفيذ الأحكام الصادرة في الدعاوى المدنية التابعة»، ومقاربة تشغيل الأطفال بين مدونة الشغل والمواثيق الدولية، وقانون الشغل من خلال قضاة محكمة النقض، وفي الأخير مقتطف من رسالة لم تنشر، الإجراءات القضائية الوقتية والتحفظية في مجال قانون الملكية الصناعية.
وتميز العدد الجديد من المجلة التي يديرها النقيب عمر ودرا، ويرأس تحريرها الدكتور عمر أزوكار، (تميزت) بافتتاحية عبارة عن رثاء المجلة لحالها الذي وصلت إليه، بعد تخلي أبنائها والابتعاد عنها وتجاهلها، ونظرا للأسلوب الجميل الذي صيغت به نوردها كاملة:
إنكم تعرفونني جميعا...
إنكم تعرفونني اسما شامخا يرتبط بقيم العدل والعدالة والدفاع عن الحقوق والحريات.
إنكم تعرفونني لسان تواصل مع جميع من يتقاطعون المعرفة القانونية بحثا عن المنتوج القضائي الرصين.
إنكم تعرفونني مرجعا علميا، يرجع إليه في توثيق وتهميش الأعمال الجامعية والعلمية، ويستشهد بي في المنازعات ويدلى بي في المرافعات من غير تشكيل لأي لجنة علمية تذكر.
إنكم تعرفونني ذاكرة مهنية بامتياز، شاهدة على جميع تجارب الساده النقباء السابقين، وحاضرة في جميع مناقشات الأساتذة الأعضاء المشكلين لجميع المجالس السابقة، حيث شكلت لي مرتعا خصبا للتكوين والتكوين المستمر في أغلب فروع القانون، والنظام الداخلي وغيرها على وجه الخصوص. إنكم تعرفونني سجلا أدون فيه بفخر واعتزاز، أمجاد رجال الهيأة ممن أخلصوا اليها، وقدموا عطاءات لها، وشكلت لهم مجالا للسمو والرقي والرفعة، وبقيت شاهدا لهم بهذه الشهادة إلى أن قرأت الفاتحة عليهم، وتم سقوط أسمائهم من الجدول، في حين سجلت بمداد الأسى والحزن من خاصمته المهنة لأنه تنكر لضوابطها وأعرافها ومواثيقها.
إنكم تعرفونني لبنة أساسية أسست للمعرفة القانونية، وساهمت، وما أزال في تحقيق تراكم معرفي قانوني ينهل منه كل مهتم بالحقل المعرفي والقانوني ولا فخر.
إنكم تعرفونني، حينما أعاتب، أكون كمن يتحدث بلسان العاشق/المحب، ولسان العاشق المحب لا عتاب عليه.
إذ يؤلمني فراق السادة النقباء وبعدهم عن دفتي، والرحمة والرضوان والجنة لمن قضى نحبه منهم، والعزة والصحة لمن لا يزال بيننا منهم نغترف فيهم المهنة وأعرافها.
إذ تحزنني استنكاف بناتي وأبنائي، عن الكتابات والتعاليق والدراسات بين دفتي، حتى غدا فقه ما جرى عليه العمل في المحاكم سيد الموقف، ولم أعد أعرف فقه النوازل وما القضاء المؤسس منه من القضاء الفاسد التعليل.
إذ يحزنني أن أصبح مطبوعا تزين به المكتبات بجانب بقية الكتب الرفيعة والمتواضعة القيمة أحيانا، ولقد أخطأت الفهم، لأنني اعتبرت وصولي توزيعا وبسهولة الى بناتي وأبنائي أكون مصدر قوة وتقدير بين أيديهم، وظاهر الحال أثبت خلاف ذلك، وقلت يا أسفاه على ما أنا عليه.
إنني أعرف أنكم تعرفونني
إنني (مجلة المحاكم المغربية)

No comments :

اضافة تعليق

الرجاءالتعليق باللغة العربية الفصحى

page

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مدونة القانون المغربي
تصميم : يعقوب رضا